في كل زاوية من أرض الأردن الطاهرة، هناك قصة بطولة تروى، وهناك عيون لا تنام تسهر لتحرس الحمى الأردني الاعز، وتذود عن حياض الوطن المقدس، فالجيش العربي والأجهزة الأمنية ليسوا مجرد مؤسسات، بل هم الروح النابضة التي تسكن قلب كل أردني، والعنوان الأعز للفداء والانتماء.
مع بداية فجر الدولة الأردنية، سطر الجيش العربي الباسل ملاحم المجد بدماء شهدائه، وظل رمزا للصمود والعزة، جيشنا الذي انطلق من رحم الثورة العربية الكبرى، حمل الراية الهاشمية، مؤمنا بأن الدفاع عن الأرض والعرض عقيدة لا تهاون فيها، وأن حب الأردن لا يكتمل إلا بالإخلاص له والعمل من أجل رفعته.
وفي الجبهة الداخلية حيث رجال الأمن العام والمخابرات العامة والدرك لا يقلون عن أشقائهم في القوات المسلحة بسالة وولاء، هم الحصن الحصين للجبهة الداخلية، العين الساهرة التي لا تغفو، واليد التي تمتد بالعون حين تدعو الحاجة، وبالحزم حين يستدعي الموقف.
حب الأردن ليس شعاراً يُقال، بل هو فعل يُترجم يومياً في مواقف الأبطال الذين يضحون بكل غالٍ ونفيس لتظل راية الوطن عالية خفاقة، هو في قلب الجندي الذي يقف على الحدود في وجه العواصف، وفي نفس الضابط الذي يواجه الجريمة والإرهاب بلا تردد. هو في صوت المواطن الذي يردد النشيد الوطني بكل فخر، وفي يد الشاب التي تزرع وتبني وتعلم وتخترع لأجل أن يحيا الأردن عزيزًا مرفوع الرأس.
وفي هذا الزمن الذي تكثر فيه التحديات وتتنوع أشكال التهديد، تبقى الثقة بالمؤسسة العسكرية والأمنية ركيزة الاستقرار الوطني، فقد أثبتت هذه الأجهزة أنها على قدر المسؤولية، تتعامل مع كل ظرف بحكمة واقتدار، وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
بكل تحية وفخر واعتزاز نرفع القبعات احتراماً وتقديراً لكل فرد من أفراد الجيش والأمن، لكل شهيد ارتقى من أجل أن نعيش، ولكل أم قدمت ابنها قرباناً للأردن.
سيبقى الأردن، بقيادته الهاشمية وجيشه وأمنه وشعبه، وطناً منيعاً، عصياً على الانكسار، متجذراً في محبة أبنائه، ومستقبله مرصع بعزائم رجاله ونسائه الذين يؤمنون بأن حب الوطن فعل لا ينتهي.
